الاثنين، 2 أكتوبر 2017

أثر اضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه على مشكلة التأتأة عند الأطفال


أثر اضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه على علاج مشكلة التأتأة
(اعداد الدكتور/ جوزيف دوناهر، مستشفى فيلادلفيا للأطفال، ولاية بنسلفانيا الأمريكية)
ترجمة: حازم آل اسماعيل

حظي دور العوامل الوراثية المرتبطة بظهور التأتأة واستمرارها باهتمام ملحوظ من قبل الباحثين . حيث أظهرت دراسات متعددة أن التأتأة تنتشر في بعض الأسر , وأن %70 من قابلية حدوث التأتأة يمكن أن تعزى إلى عوامل وراثية , بينما حظيت العوامل الخلقية و الاضطرابات العصبية باهتمام أقل بالرغم من أن الأبحاث أشارت إلى إحتمالية حدوث التأتأة كنتيجة لتلك العومل, خصوصاً عند الأفراد الذين لا توجد في عائلاتهم شخص يعاني من التأتأة . وعلاوة على ذلك , أشارت الأبحاث إلى أنه في حال غياب أي من العوامل الوراثية  فإن البالغين المصابين بالتأتأة قد يظهروا خصائصا شبيهة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه نتيجة للعوامل العصبية عند الشخص

إن الأبحاث التي ربطت بين اضطراب النشاط الزائد و التأتأة محدودة , إلا أن الدراسات الأولية المختصة في هذا المجال

. أشارت إلى انتشار اضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه عند الأطفال المصابين بالتأتأة أعلى منه عند الآخرين إن البحث العلمي في هذا المجال مطلوب من أجل فهم هذه العلاقة ( بين التأتأة و اضطراب النشاط الزائد المصاحب لضعف الانتباه) و كي نتمكن من فهم: عوامل الاصابة , خطط تأهيل المريض , العوامل العصبية الممكنة لكل اضطراب. على كل حال, فثمة حاجة ملحة إلى التأهيل  للأطفال المصابين بالتلعثم و الذي تم تشخصيهم على أنهم مصابون باضطراب

.النشاط الزائد و ضعف الانتباه،  أو تظهر عليهم سمات شبيهة باضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه

يجب على أخصائي النطق و اللغة و الذي يعمل ضمن فريق متعدد التخصصات, أن يأخذ بعين الاعتبار أثر اضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه على مقدرة الفرد على التقدم في العلاج. فعلى سبيل المثال, يجد الأطفال المصابون باضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه صعوبة في رصد سلوكياتهم عندما يتحدثوا عبر الانترنت و خصوصا عند ضغط الوقت, و هكذا, يجد الطفل المصاب بالتأتأة المصاحبة لاضطراب النشاط الزائد صعوبة في رصد الكلام و عمل تصحيحات الأخطاء اللفظية التي يقع فيها لحظة التأتأة, حيث يعرف الطفل تماماً الطريقة الصحيحة للكلام و لكنه لا يستطيع تطبيق الطريقة الصحيحة في مواقف الحياة المختلفة. لسوء الحظ , قد يتم فهم الطفل بشكل خاطىء على أنه يريد تطبيق طريقته الخاصة في

.الكلام أوعلى أنه يفتقر إلى الدافع

كذلك، على أخصائي النطق و اللغة أن يلاحظ أي تغيير في التأتأة قد يحدث نتيجةً استخدام العقاقير الطبية و التي تعتبر من أكثر الطرق العلاجية المتبعة في حالات اضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه. بينما لا يعتبر من صلاحيات أخصائي النطق و اللغة أن يقوم بنصح الأهل بشراء أو عدم شراء هذه الأدوية , يجب ابلاغ الطبيب الذي يشرف على علاج الطفل بأية تغيير ملحوظ في التأتأة بعد استعمال الدواء. سيقرر الطبيب حينها وقف الدواء أو تغييره أو تغيير الجرعة . للأسف , أشارت الدراسات إلى الأثر السلبي للأدوية المستخدمة في علاج اضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه على

.التأتأة و يجب أن يراعى ذلك الأمر خلال تطبيق الخطة العلاجية للطفل. 

أخيراً, يجب أن يتوافر لدى أخصائيي النطق و اللغة فهما شاملا لاضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه و الموارد التي يجب توافرها للأسر و الأخصائيين مثلا توفير النشرة التوعوية التي عملت على إعدادها جمعية التأتأة األمريكية بعنوان " اضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه و التأتأة" تعتبر نقطة مهمة للبدء, كما يمكن للمعالجين أن يعودوا إلى المراجع المتوفرة على الانترنت : مثل مواقع التأتأة و مواقع الأطفال المصابين باضطراب النشاط الزائد و ضعف الانتباه و أن يبقوا

. على اتصال مع جميع أعضاء الفرق الطبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق