الاثنين، 23 أكتوبر 2017

خلق بيئة مدرسية آمنة للطلاب اليافعين الذين يعانون من التأتأة (مقال مترجم)


مترجم إلى العربية بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالتأتأة
المقال الأصلي موجود على المدونة الخاصة بالموقع التالي: www.stutteringhelp.org


يقول الكاتب آلفي كووين "إذا شعر الطفل بالأمان، فسوف يشارك الآخرين، يطرح الأسئلة، يصبح أكثر جرأة، يتعلم من أخطائه، يثق بالآخرين، وبالتالي يكبر وينضج".

هل أنت والد لطفل يعاني من التأتأة وبدأ العام الدراسي الجديد؟ هل أنت معلم لطالب لديه تأتأة ولم يسبق لك أن قمت بتدريس مثل هذا الطلب من قبل؟ البيئة المدرسية قد تكون بداية صعبة للطالب المختلف، وأكثر صعوبة بالتأكيد للطالب الذي يعاني من التأتأة. المدرسة الآمنة هي التي تحمي أولئك الطلاب من القلق والتوتر، ومن الخوف والتهديد المحتمل من تعرضهم للسخرية من أقرانهم داخل أسوار المدرسة.

يذكر الكاتب تجربته مع طالبين كانا يعانيان من التأتأة؛ تم تقديم تسهيلات خاصة لأحد الطلبة مراعاة لوضعه. حيث سمح له بالتحدث عن أحد المشاريع المدرسية التي قام بها وذلك أمام كاميرا الفيديو بدلا من التحدث أمام الجمهور. وإضافة إلى جلسات تأهيل النطق واللغة، فقد كانت هذه الخطوة مهمة لتحسين مهارة كلام الطالب أمام الحاضرين في الفصل. مستقبلاً، قد يقوم الطالب بالتحدث أمام المعلم وبعض الأصدقاء. فالطلاب الذين يعانون من التأتأة يحتاجون إلى التعاطف، التشجيع والدعم للمبادرة والتحدي كي يصبحوا متحدثين واثقين.

أما تجربة الطالب الآخر فكانت سلبية للغاية. حيث طلب المعلم من هذا الطالب إيصال غرض ما للفصل المجاور. وعندما ذهب لذلك الفصل، سلم الطالب الغرض للمدرس هناك، وبدأ بالتحدث وكان يتأتأ بشكل واضح.  وبدأ نصف طلاب ذلك الفصل بالضحك والسخرية منه، دون أي تدخل من ذلك المدرس. فخرج الطالب مسرعاً وغاضباً جداَ من ذلك الفصل. تلك التجربة أجبرت إدارة المدرسة على التدخل وإجراءات تغييرات لتفادي وقوع مثل هذه المشاكل مستقبلاَ

توضح هاتان القصتان أهمية دور المعلم في مساعدة الطلاب الذين يعانون من التأتأة داخل البيئة المدرسية:

1. تثقيف المعلم: كلما اكتسب المعلم معلومات أكثر عن التأتأة، كلما زادت قدرته على المساعدة. هناك جهات ومؤسسات ومواقع على الانترنت توفر مصادر متعددة (كتب، مقاطع فيديو، دورات) مجاناً للراغبين في التعمق أكثر حول هذا الأمر

2. تحويل الفصل الدراسي إلى بيئة آمنة: بمعنى أن يكون جو الفصل داعماً نفسياً لذلك الطالب، فلا يقوم الزملاء بالسخرية منه بل تشجيعه وحثه على التحدث براحة. عندما يشعر الطالب بالمساندة من الآخرين فسوف يتمكن من التحدث عن أي أمر وفي أي وقت دون أن تعيقه التأتأة

3. اجتمع مع الطالب الذي يتأتأ: على المعلم أن يخصص وقتاً ليجتمع مع الطالب الذي يعاني من التأتأة خارج الفصل و من دون وجود بقية الطلبة. فالطالب الذي يتأتأ يفضل التحدث مع المدرس بمفرده أو بوجود والديه. اسأل هذا الطالب ان كان يحتاج لأي مساعدة منك. هل هناك طريقة معينة يريد منك اتباعها خلال التحدث معه داخل الفصل؟ استمع له وتعاون معه.

4. لا تعاقب الطالب بسبب التأتأة: هذه النقطة هامة تحديداً للمواقف التي تتطلب من الطالب الذي يعاني من التأتأة أن يقف لشرح واجب من إعداده أو القاء كلمة في مناسبة ما. إن طلب مثل هذا الأمر كأن تطلب من شخص يعاني من صعوبة بالمشي أن يشارك في سباق الجري مسافة 100 متر. هذا يعتبر عقاباً قاسياً جداً له تأثيرات نفسية سلبية كبيرة على الطالب. تعاون مع هذا الطالب وحاول إيجاد تسهيلات له مثل اتاحة مزيدا من الوقت له للحديث أمام الآخرين.

5. تثقيف الطلاب: اقض مزيدا من الوقت لتثقيف الطلاب حول التأتأة باعتباره نوعاً من أنواع الاختلافات الأخرى الموجودة فيما بين الطلبة. عندما يفهم الطلبة أن التأتأة أمر يمكن تقبله والتعامل معه، سيزيد هذا من الشعور بالراحة والطمأنينة عند ذلك الطالب. فالتحدث مع الطلبة وشرح التأتأة لهم سوف يحولهم إلى مجموعة دعم لذلك الطالب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق